الشخصية القوية
الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، يعيش في بيئته ومجتمعه ويتفاعل معهما بحسب انطباعاته واتجاهاته، فلكلّ فرد شخصيته التي يتفرد بها وأنماطه التي تميزه عن غيره، فالشخصية هي البناء النفسي التكويني والسلوكي الذي ينفرد به الفرد، والذي يتكون من مجموعة الاستعدادات والقدرات الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية التي تظهر في سلوكيات الفرد واستجاباته؛ بحيث تُميّز هذه السلوكيات ذات الفرد عن غيره في جميع المواقف والأحداث التي يتعرّض لها في شتى المجالات والجوانب الحياتية، وتؤكّد حقائق الدراسات النفسية أنّ الشخصية الانسانية نتيجة تفاعلات العوامل الفطرية الوراثية والعضوية الحسية مع العوامل البيئية الاجتماعية، وتختلف أنماط الشخصية وأشكالها وأنواعها من فرد إلى آخر، فقد يملك البعض شخصيات قوية وجذابة ومحبوبة وقد يفتقر البعض الآخر لهذه السمات.
يولَد الإنسان وتولَد معه الاستعدادات والصفات الجسمية والنفسية المكوِّنة لكينونة شخصيته، وتتأثّر هذه الصفات بالعديد من المؤثرات والعوامل المختلفة؛ كالعوامل البيئية والخبرات والتجارب التي يمرّ بها الفرد، فهو يمتلك الاستعداد لأن يكون صاحب شخصية قوية بالحد الأدنى؛ إلا أنّه من الممكن أن يمتلك ضعيف الشخصية شخصية قوية مع مرور الوقت بفعل التعاطي السليم مع العوامل المختلفة، وبشكل آخر قد يفقد قوي الشخصية قوته عند تعرضه للعوامل والظروف الأسرية والاجتماعية السلبية وغير السوية، وبشكل عام قد يتمكن الفرد من تطوير قدراته الشخصية ورفع مستواها وقوتها من خلال التفاعل الايجابي مع الأنماط التربوية والاستفادة من الخبرات التي يمرّ بها، والتي بطبيعتها تعمل على رفع مستوى رصيده النفسي إلى أعلى مستوياته، وبالتالي استمرار الفرد في تميُّزه وقوة شخصيته
Post Comment